سم الله الرحمان الرحيم
أصبح طارق لصا محترفا لا يقبض إليه أبدا, و هو يرى نفسه لصا محترما إذ لا يسرق إلا الأغنياء كما أنه لا يستعمل الأسلحة ,و لم يفزع يوما امرأة فبرأيه من النذالة أن
تسرق امرأة ,و ها هو عائد كعادته لشبه بيت متجها في درب تضيق النفس كلما عبرت منه يحمل في يديه الطعام و الدواء لأمه ,اللتي وجدها كالعادة ملقاة على سرير من
عهد الأربعينات كأنه تحفة و ألقى السلام فردت عليه بصوت شديد المرض, عدت يا ولدي ثم قالت من أين لك هذا حلال ?فتمالك نفسه قائلا طب...طبعا فالأعمال كثيرة و قال ساخرا إنها تتنافس علي, و لم تلقي له بالا فاستلقى على فراش أهلكه الزمن من كثرة ما استعمل ,و هو يفكر إلى متى سيظل لصا متشردا و أثناء ذلك سمع صوتا في
الخارج يقول غدا ٍرأس السنة ,و هنا بدأ يفكر ستقام حفلة أكيد بهذه المناسبة, و بالتالي ازدحام شديد ,و بالتالي مال كثير ,و في اليوم التالي استعد و استقصى الخبر
و عرف مقر الحفلة فاتجه هناك .و استغل كل ازدحام و عاد محملا بالنقود فكلما سرق محفظة نقود رماها و احتفظ بالمال ,إلا محفظة أعجبته و لما وصل للبيت فتحها
و أخرج منها المال, ووجد بطاقة تعريف فبدأ يبكي و استيقظت نيران غضبه إنه أ..أ..أبي و عادت به الذاكرة للوراء ,فتذكر أنه لم يعش طفولته بل ولد رجلا
مسؤولا عن أم مريضة جدا ,و السبب هذا الأب النذل اللذي لحق شهواته لحق امرأة أغرته بجمالها و مالها .و نظر للمحفظة فوجدها تضج بالمال فازداد بكاء ,
وظل ساهرا يفكر في طريقة للإنتقام ,و في الصباح قام و حمل المحفظة و اتجه لبيت أبيه و الغضب كالنيران يأكل قلبه ,و دق الباب فخرج والده من باب فاخرة
و هو في غاية الأناقة ,و رمق طارق بنظرات ازدراء مادا يده لجيبه ليتصدق عليه ,فقال طارق بسخرية :مهلا يا سيدي, لست متسولا فرد بعجلة بادية :عليه
و من تكون إذن ,قال: أنا لص ,و أتبع الكلمة ضحكة عالية مليئة بالحزن ,و الرجل مصعوق مندهش لص في وضح النهار و يطرق الباب, فأكمل طارق قائلا:
سرقتك البارحة و أتيت أعيد لك هذه المحفظة, و أقول لك كلمة واحدة فقط لا غير ,أنا طارق إبنك اللص المحترف يا نذلا مقرف .
مع تحياتي