★ .. قصـة حلم لم يكتمـل .. ★

اسمي دنيا .. رغم أن دنيتي كلها ليس فيها سوى أبي وأمي .. وأقاربي الذين لا أعرف أغلبهم

وبعض من زملائي في الدراسة .. فأنا مازلت أدرس في السنة النهائية من التعليم الجامعي ، في احدي الكليات العلمية

لا اعرف في حياتي إلا أقل القليل .. وبهِ أحيـا ،

دراستي هي كل همي ، وشغلي الشاغل ، وتفوقي الدائم هو ثمرة كفاحي مع التعليم

كانت حياتي هادئة .. لا شيئ جديد ، لا شيئ يذكر .. سوى راحة البال

إلى أن قابلتـه ..

منذ عدة أشهر .. رشحتني الجامعة التي أدرس بها ، لرحلة علميه بالعاصمـة ،

عبارة عن دورات تدريبية على أيدي أكبر المتخصصين في مجال دراستي ،

لا أنكر انها كانت مفاجأة لي .. وربما غير سارة ، خاصة لأسرتي

إلا أنني كنت لا أملك حق الرفض لأنها من وجهة نظر اساتذتي ( فرصة لن تعـوض )

وبعد مشاورات كثيرة ، ما بين الرفض أو القبول ،

وافقت اسرتي على سفري ، خاصة بعد اتصال هاتفي بين ابي وعمي الذي يقيم بالعاصمة ،

والذي طمأنه بأنه سينتظرني بمحطة القطار ويصطحبني لمنزله ، بعد رفض ابي لأقامتي بفندق الجامعة

كم فرحت بذلك .. رغم خوفي الشديد لفكرة السفر بمفردي ،

وأتى اليوم الموعود .. بدى لي وكأنه يوم ليس كـ باقي الأيام ..

مازلت أذكر ذلك المشهد الذي جمع بين ابي وأمي ، وهما يودعاني على أحد الأرصفه بالمحطة ..

ومازلت أذكر إحساسي تلك اللحظة ، وكأنني ذاهبة بلا عودة ..

حقاً .. ما أصعب الغربة ..

فقاطعني صوته فجأة ..!

يبدو وأنكِ لأول مرة تبتعدين عن أهلكِ ..؟

بدى صوته وكأنه تزلزل بداخلي ، فأخرجني من شرنقه أفكاري ،

نظرت إلى ذاك الجالس بجواري .. فرأيت رجلاً ربما في الثلاثين من عمرهِ ، على حسب تقديري ،

نظرت إليه في تعجب لأقتحامه صمتي ..! واستدرت بوجهي ناحية النافذه ، ربما كان حيآءً مني.. وربما لأختلي بنفسي ،

فأنا لم أعتاد من قبل التحدث مع أي غريب لا اعرفه ، وليس هناك ما يدعوني للإنصات له ..!

ولكنه .. كان أكثر ذكاء مني .. فلم ييأس من استرسال كلامه المُقَابل بصمتي ،

وبدأت الحديث معه وكأني أعرفه ويعرفني ، ونجح في أن يخرجني من صمتي ..

تشارك معه في اطراف الحديث ، حدثني عن أشياء تخصـه .. رغم تحفظي من أن أفصح عن أي شيئ يخصني ..

قال أن اسمه ( احمد ) أما أنا .. فرفضت أن أفصح عن اسمي

تحدثنا كثيراً عن أشياء كثيرة ،

وما بين الحين والآخر ..

كنت اتعجب من حديثي مع هذا الذي لا أعرفه ..!

ولكنه .. كان بقدر ما يستحق أن تحترمه ،

لم اعلم كم مر بنا من الوقت .. إلى أن قال لي :

ياااااه .. لقد وصلنا ..

خمس ساعات من السفر لم أشعر بها ، خمس ساعات بعمرٍ بأكمله ..

عمرٍ بأكمله وأنا .. لم أعرف عنكِ أي شيئ ولا حتى اسمكِ ..!

وما أن قال لي ذلك ..

حتى شعرت بأنني قد استفقت من حلم جميل .. كم تمنيت ألا أستيقظ منه

شعرت بأنني أخطأت في حق نفسي وحق أبي وأمي الذان أعطاني الثقه الكبيرة ، عندما تحدثت مع هذا الرجل الذي سحرني بأفكاره

وشعرت بأنني يمكن لي تكفير ذلك الخطأ عندما امتنعت عن اعطاؤه أي بيانات عني ،

رغم ألحاحه الشديد في طلب ذلك .. كي يسُهل عليه البحث عني .. وربما الإرتباط بي

ورغم تألمي من رفضي لطلبه ، وكأن الروح ستفارقني بفراقه

قال لي سأتتبعكِ .. حتى أعرف عنوانكِ ، ولن يمنعني شيئ عنكِ

عجباً ..! عدة ساعات تجعل من الحب قصة جميلة وكأنه عمر بأكمله ..( كما قال لي )

و .. توقف القطار ، معلناً الوصول ..

توقف بيننا الكلام ، ولكن .. كانت النظرات بيننا أبوح ..

توقف كل شيئ وعدت لصمتي كـ عادتي .. ولكن

شيئ ما بداخلي أصبح مختلف يرفض الصمت ولكن ..

لا حيلة لي ...

فإذا بصوت آخر يخرجني من صمتي ..! قائلاً :

حمداً لله على سلامتكِ دنيا .. انرتِ بُنيتي

فتبسم لي ( أحمد ) ابتسامه هادئه عندما سمع اسمي ، أدركت معناها ..

وبخطوات مسرعه اصطحبني عمي إلى خارج المحطة ، كنت مابين الحين والحين اتتبع خطاهُ ،

كان يسير مسرعاً خلفي ، وفي عينيه خوف من أن يفقد أثري ..

فإذا بالعم يفتح لي باب سيارة ويقول لي أركبي يادنيا ..

فلقد استعنت بصديقي لأستعير منه سيارته ههه حتى أوفر عليكِ مشقه المواصلات العامه

شيئ لم يكن في حسباني ..!

فلقد كنت أخطط لشيئ آخر ولكن ..

نُقدرُ فتضحك الأقدارُ ..

ركبت السيارة مرغمة .. وكأن أنفاسي مختنقة ، وعيناي لازالت متتبعه ( أحمد ) ، الذي ظل واقفاً في حزن وذهول

حاول أن يتقدم نحوي .. وكأنه أراد أختطافي من تلك السيارة الملعونه التي هدمت حلمه و حُلمي

ولكن .. الوقت لم يسعفهُ ، فلقد كانت عجلات السيارة أسرع من خطواته ..

فيبتعد عني شيئاً فـ شيئاً ..

ويبتعـد حلمي شيئاً فـ شيئاً ..

حتى تلاشت صورته من أمامي ..

كان مشهد لن أنساهُ طيلة حياتي ..

[..مشرفـة ..] العمل/الترفيه : الرسم

مرسي

شكرا على الموضوع الحلو

روووووعة

ثانك يوو