عزفة الكمان الاخيرة

- الله،الله، أحسنت

- نعال إلى حضن ماما يا صغيري

- أمي أأعجبتك حقا؟

- بالطبع يا بني، كل ما تعزفه أناملك أعشقه و أنحل في أنغامه

- و أنت يا خالة "أرجوان" أأعجبك ما عزفت

- روعة،روعة يا "باسل " يا شبل غزة الصغير ، ستنورنا في الحفلة غدا إن شاء الله.

- إيه و الله ، ماما ، أأنتعل بدلت و أعيد العزف مرة أخرى

- لا يا حبيبي، اذهب و خذ قسطا من الراحة ، و ادخر نشاطك لحفلة الغد و أنا سأذهب لأعد طعام الغداء

- أمي أرجوك، جعل يقفز و يترجى

- دعيه يا "زهرة الزمان" يعزف لك عزفة الكمان الأخيرة

- حسنا، اذهب إلى الخزانة فبدلتك معلقة هناك

- سأساعده في ارتدائها ، قالت الخالة "جمانة" بحماس

- شكرا خالتي، قبلها ثم أسرع إلى الخزانة

- و أنا سأذهب لاقتناء الخبز، قالت الأم، خمس دقائق و أعود

ركض "باسل " نحو الخزانة بعد أن وضع الكمان برفق فوق المائدة. كان يتنطط فرحا، يدندن كالبلبل و يغني :

_سأعزف لأمي عزفة الكمان الأخيرة، هكذا سأسميها، لأنني سأعزفها ها هي فحسب ، ثم اغرورقت مقلتاه دموعا و صمت.

احتضنته الخالة "جمانة" فقبلته و قالت :

- ما يبكيك يا " باسل" ؟

- أبي ، اشتقت لأبي يا خالة " جمانة"، اشتقت إلى حضنه الدافئ و صوته الحنون، كم حلمت بهذه اللحظة حين اقف في حفل المدرسة السنوي فأعزف و أغني و ارقص و يقف أبي و أمي في آخر الحفلة ليلوحا لي و يرميانني الورود

- لا تبك يا صغيري ، انظر إلى السماء فتلفحك روح والدك الطاهرة

- آه يا خالتي ، آه من غدر الزمان حين يواري التراب أجساد الأشراف و يمشي فوقها كل جبان و حقير

- يا " باسل" ستكبر و تنتقم من قاتل أبيك و حارمك كلمة أبي ، امسح دموعك يا صغيري و تحرم أمك رؤية البسمة الرقيقة على وجهك.

مسح دموعه بكم يده . فجأة انتفض مفزوعا على صوت طرقة مدوية على باب البيت اهتزت له أركان الدار، أسرعا إلى الخارج ليستطلعا الأمر ، فإذا بها أمه ملقاة على قارعة الباب ، غارقة في دمائها جراء انفجار استهدف المسجد المقابل لمنزلهما.

_ أماه... صرخ صرخة مدوية تصدعت لها الجدران و ارتمى في حضنها يتمرغ في دمائها، أماه لا تتركيني تائها بين ألحان كماني أعيش بين متاهات أنغامه......أماه ....أفيقي لأسمعك معزوفتي الأخيرة....أماه...لا تحرميني حنانك .......ألا أيها الظالم المستبد ..... يا من جعل نهاري ليلا..لن يدوم ليلك..فجر القدس آت ...فجر القدس آت و ستولي فارا خشية أن تحترق بلهيب شعاعه....سيمحي شعاع شمسي غشاوة ليلك الحالك و ستقهر مثلما قهرتني... حرمتني أبي و ها أنت تسلبني روح أمي.....وقف بصعوبة لهول المصيبة مسح دموعه و انتصب كالأسد ملطخا بالدماء ناظرا إلى السماء ثم صرخ:

- أبي....ها قد صعدت روح أمي...فاستقبلها بحنانك ....يا الله اجمع والداي و اجعلهما من أسياد الجنة...أمي، أبي أعاهدكما بأن لا تهنأ جفن من حرمني حبكما تنعم بسكون الليل .











بقلم: مروة بن عبد الجليل

شكرا لكي

بارك الله فيك

يعطيكا لعافييييييية

الله يسعد اوقاتك الله يخلي حياتك يعطيك العافية